من المعروف ان نظام “ابل” – iOS يحظى بسمعة طيبة من حيث الآمان والتدقيق الشديد الذي يخضع له كل تطبيق قبل ان توافق “ابل” على إدراجه ضمن تطبيقاتها في متجرها “اب ستور”. فالتطبيق يخضع لعدة فحوصات وغربلة قبل المصادقة عليه الى ان يستوفي كافة الشروط الدقيقة التي وضعتها “ابل” امام المطورين.
ولكن يبدو ان “ابل” اصبحت تقع في اخطاء فادحة في هذا الجانب، وصار متجرها يشهد فضيحة تلو الاخرى. وآخر فضيحة رغم انها لم تتسبب بخسائر كبيرة، كانت عبارة عن تطبيق يتضمن ما يمكن اعتباره فايروس او ملف تجسس تمكن من التسلل عبر غربال “ابل” والانتشار من خلاله الى المستخدمين.
وكانت ابل ازالت من متجر تطبيقاتها مؤخرا التطبيق الاول من هذا النوع واسمه: Find And Call الذي عرض خدماته وكأنه افضل تطبيق وجد لغاية الآن يستطيع الاتصال بأصدقائك على صفحات التواصل الاجتماعي مباشرة بدون الحاجة الى الاتصال الهاتفي.
وفي وقت لاحق تبين ان هذا التطبيق ليس سوى “حصان طروادة”، أي ملف تجسس يقوم بإرسال اعلانات لكافة من هم في لائحة الاصدقاء في الجهاز، لتشجيعهم على شراء التطبيق.
وبالرغم من ان “ابل” تسعى دائما للحفاظ على خصوصية مستخدميها، وفي حال فشلت هنا وهناك في هذه المهمة، فإن هنالك شركة أخرى تغطي هذه الهفوات وتسد الثغرات التي تغفل عنها ابل، وهي شركة مكافحة الفيروسات “كاسبيرسكي” التي ارسلت مؤخرا تقريرا الى “ابل” تكشف من خلاله التطبيق المذكور الذي يحتوي على حصان طروادة. وبالطبع لم يتأخر رد فعل “ابل”، وأزالت التطبيق على الفور من متجرها. بالطبع فإن مطور تطبيق كهذا لا يكتب في وصف وظائف تطبيقه أي خصائص قد تعرقل نشر تطبيقه في متجر الشركة، ومن هنا فقد اخفى اصحاب التطبيق النوايا الحقيقية الكامنة في عمل التطبيق المذكور.
ومن المثير للدهشة ان نفس التطبيق Find And Call كان متوفرا في ذات الوقت في متجر جوجل للتطبيقات المعروف بتسمية “جوجل بلاي”، وكان التطبيق ينشط في اجهزة الاندرويد بنفس الطريقة. وبما ان متجر جوجل معرض اكثر لتسلل مثل هذه التطبيقات فنجد مستخدمي الاندرويد يعتمدون على برمجيات مكافحة الفيروسات باستمرار، ولذا ارتأت شركة “كاسبيرسكي” بأن تنذر “ابل” التي يثق مستخدموها بإجراءاتها المشددة في طرح التطبيقات ولا يعتمدون على الانتي فايروس، ولذا فهم اكثر عرضة للأذى من تطبيق تسلل الى اجهزتهم.
تجدر الاشارة الى ان “ابل” احتفلت منذ عدة ايام بالذكرى الخامسة لإطلاق اول جهاز من سلسلة اجهزة الايفون، وتحدثت بكل فخر واعتزاز في هذه المناسبة انها بقيت شركة لا يمكن اختراقها بملفات تجسسية من فصيلة حصان طروادة او غيره. ولكن الحقيقة كانت تشير هذه الايام الى غير ذلك. واصبح جليا للجميع ان “ابل” عرضة للاختراق وبسهولة من أي تطبيق يحتوي على حصان طروادة. فهل هذا يعني انها اصبحت في مرحلة التراجع والهبوط نحو الهاوية ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق